الجميع يحب فلسطين وأرضها وترابها، والكل تغنّى بها بأشعار وخواطر وكلمات وعبارات لأنّها ليست الأجمل لكنها الأعمق بجوهرها، ومن الذين قالوا عن فلسطين محمود درويش وهو من الشعراء الفلسطينيين والعرب، وهنا في هذا المقال جمعتُ لكم أجمل الأقوال والشعر لمحمود درويش عن فلسطين.
اقوال محمود درويش عن فلسطين
هل في وسعي أن اختار أحلامي، لئلا أحلم بما لا يتحقق.
أمّا أنا، فسأدخلُ في شجر التوت حيث تُحوّلني دودة القزّ خيطَ حريرٍ، فأدخلُ في إبرة امرأةٍ من نساء الأساطير، ثمّ أطيرُ كشالٍ مع الريح.
والتاريخ يسخر من ضحاياه ومن ابطالهم.. يلقي عليهم نظرة ويمر!.
أتيتُ ولكني لم أصل.. وجئتُ ولكني لم أعد.
سنصير شعباً حين لا نتلو صلاة الشكر للوطن المقدَّس، كلما وجد الفقيرُ عشاءَهُ.. سنصير شعباً حين نشتم حاجبَ السلطان والسلطان، دون محاكمة.
أحببتك مرغما ليس لأنك الأجمل بل لأنك الأعمق فعاشق الجمال في العادة احمق.
سأَصير يوماً ما أُريدُ.. سأصير يوماً طائراً، وأَسُلُّ من عَدَمي وجودي.. كُلَّما احتَرقَ الجناحانِ اقتربتُ من الحقيقةِ، وانبعثتُ من الرمادِ.. أَنا حوارُ الحالمين، عَزَفتُ عن جَسَدي وعن نفسي لأُكمِلَ رحلتي الأولى إلى المعنى، فأَحرَقَني وغاب.. أَنا الغيابُ.. أَنا السماويُّ الطريدُ.
عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.
قصب هياكلنا وعروشنا قصب.. في كل مئذنة حاو ومغتصب.. يدعو لأندلس إن حوصرت حلب.
وليسَ لنا فِي الحنين يَد.. وفي البُعد كان لنا ألف يَد.. سلامٌ عليك، افتقدتكَ جدًا.. وعليّ السَلام فِيما افتقِد !.
بلَدٌ يُولَدُ من قبر بَلَد.. ولصوصٌ يعبدون الله كي يعبدهم شَعبٌ.. ملوكٌ للأبد وعبيدٌ للأبد.
علينا الا نلوم المفجرين الانتحاريين.. نحن ضد المفجرين الانتحاريين، لكن يجب علينا أن نفهم ما الذي يدفع هؤلاء الشباب للقيام بتلك الأفعال.. إنهم يريدون تحرير أنفسهم من هذه الحياة المظلمة.. إنها ليست الإيديولوجية، بل اليأس.
كل نهر، وله نبع ومجرى وحياة ! يا صديقي!.. أرضنا ليست بعاقر كل أرض، ولها ميلادها.. كل فجر وله موعد ثائر !.
وها أَنَذَا أستطيعُ الحَياةَ إلى آخِر الشَّهر.. أَبذُلُ جُهدي لأكتُب ما يُقنعُ القَلبَ بالنَّبض عِندي.. وما يُقنعُ الروح بالعَيش بَعدي.. وفي وُسع غاردينيا أن تُجدّد عُمري.. وفي وُسع امرأة أن تُحدّد لَحدي.
في اللامبالاة فلسفة، إنّها صفة من صفاة الأمل.
ولنا أحلامنا الصغرى ؛ كأن نصحو من النوم معافين من الخيبة.. لم نحلم بأشياء عصية ! نحن أحياء وباقون، وللحلم بقية.
*كأن يديك المكان الوحيد.. كأن يديك بلد.. آه من وطن في جسد.
النسيان هو تدريب الخيال على احترام الواقع.
هناك حب يمر بنا فلا هو يدري ولا نحن ندري.
من سوء حظي نسيت أن الليل طويل ومن حسن حظك تذكرتك حتى الصباح.
ما هو الوطن ؟ ليس سؤالاً تجيب عليه وتمضي.. إنه حياتك وقضيتك معاً.
فارسٌ يُغمد في صدر أَخِيِه خنجراً بإسم الوطنْ ويُصَلِّي لينال المغفرةْ.
*ما هو الوطن؟ هو الشوق إلى الموت من أجل أن تعيد الحق والأرض. ليس الوطن أرضاً. ولكنه الأرض والحق معاً، الحق معك، والأرض معهم.
قصيدة عاشق من فلسطين
عيونك شوكة في القلب
توجعني.. وأعبدها
وأحميها من الريح
وأغمدها وراء الليل والأوجاع.. أغمدها
فيشعل جرحها ضوء المصابيح
ويجعل حاضري غدها
أعزّ عليّ من روحي
وأنسى، بعد حين، في لقاء العين بالعين
بأنّا مرة كنّا وراء، الباب، إثنين!
كلامك كان أغنية
وكنت أحاول الإنشاد
ولكن الشقاء أحاط بالشفقة الربيعيّة
كلامك.. كالسنونو طار من بيتي
فهاجر باب منزلنا، وعتبتنا الخريفيّة
وراءك، حيث شاء الشوق..
وانكسرت مرايانا
فصار الحزن ألفين
ولملمنا شظايا الصوت!
لم نتقن سوى مرثية الوطن
سننزعها معا في صدر جيتار
وفق سطوح نكبتنا، سنعزفها
لأقمار مشوهّة.. وأحجار
ولكنيّ نسيت.. نسيت يا مجهولة الصوت:
رحيلك أصدأ الجيتار.. أم صمتي؟!
رأيتك أمس في الميناء
مسافرة بلا أهل.. بلا زاد
ركضت إليك كالأيتام،
أسأل حكمة الأجداد :
لماذا تسحب البيّارة الخضراء
إلى سجن، إلى منفى، إلى ميناء
وتبقى رغم رحلتها
ورغم روائح الأملاح والأشواق،
تبقى دائما خضراء؟
وأكتب في مفكرتي:
أحبّ البرتقال، وأكره الميناء
وأردف في مفكرتي :
على الميناء
وقفت، وكانت الدنيا عيون الشتاء
وقشرة البرتقال لنا، وخلفي كانت الصحراء !
رأيتك في جبال الشوك
راعية بلا أغنام
مطاردة، وفي الأطلال..
وكنت حديقتي، وأنا غريب الدّار
أدقّ الباب يا قلبي
على قلبي..
يقوم الباب والشبّاك والإسمنت والأحجار !
رأيتك في خوابي الماء والقمح
محطّمة، رأيتك في مقاهي الليل خادمة
رأيتك في شعاع الدمع والجرح.
وأنت الرئة الأخرى بصدري..
أنت أنت الصوت في شفتي..
وأنت الماء، أنت النار!
رأيتك عند باب الكهف.. عند الدار
معلّقة على حبل الغسيل ثياب أيتامك
رأيتك في المواقد.. في الشوارع..
في الزرائب.. في دم الشمس
رأيتك في أغاني اليتم والبؤس !
رأيتك ملء ملح البحر والرمل
وكنت جميلة كالأرض.. كالأطفال.. كالفلّ
وأقسم:
من رموش العين سوف أخيط منديلا
وأنقش فوقه لعينيك
وإسما حين أسقيه فؤادا ذاب ترتيلا..
يمدّ عرائش الأيك..
سأكتب جملة أغلى من الشهداء والقبّل:
فلسطينية كانت.. ولم تزل!
فتحت الباب والشباك في ليل الأعاصير
على قمر تصلّب في ليالينا
وقلت لليلتي: دوري!
وراء الليل والسور..
فلي وعد مع الكلمات والنور..
وأنت حديقتي العذراء..
ما دامت أغانينا
سيوفا حين نشرعها
وأنت وفية كالقمح..
سمادا حين نزرعها
وأنت كنخلة في البال،
ما انكسرت لعاصفة وحطّاب
وما جزّت ضفائرها
وحوش البيد والغاب..
ولكني أنا المنفيّ خلف السور والباب
خذني تحت عينيك
خذيني، أينما كنت
خذيني، كيفما كنت
أردّ إلي لون الوجه والبدن
وضوء القلب والعين
وملح الخبز واللحن
وطعم الأرض والوطن!
خذيني تحت عينيك
خذيني لوحة زيتّية في كوخ حسرات
خذيني آية من سفر مأساتي
خذيني لعبة.. حجرا من البيت
ليذكر جيلنا الآتي
مساربه إلى البيت!
فلسطينية العينين والوشم
فلسطينية الإسم
فلسطينية الأحلام والهم
فلسطينية المنديل والقدمين والجسم
فلسطينية الكلمات والصمت
فلسطينية الصوت
فلسطينية الميلاد والموت
حملتك في دفاتري القديمة
نار أشعاري
حملتك زاد أسفاري
وباسمك صحت في الوديان:
خيول الروم! أعرفها
وإن يتبدل الميدان!
خذوا حذّرا..
من البرق الذي صكّته أغنيتي على الصوّان
أنا زين الشباب، وفارس الفرسان
أنا، ومحطّم الأوثان.
حدود الشام أزرعها
قصائد تطلق العقبان!
وباسمك، صحت بالأعداء:
كلى لحمي إذا ما نمت يا ديدان
فبيض النمل لا يلد النسور..
وبيضة الأفعى..
يخبىء قشرها ثعبان!
خيول الروم.. أعرفها
وأعرف قبلها أني
أنا زين الشباب، وفارس الفرسان